Home » , , » آفاق تربوية[3]مابعد الموسم

آفاق تربوية[3]مابعد الموسم


oleh:
Dr. Fuad Abdoh As-Shofe, MA
Dosen Mahad Aly An-Nuaimy
Asal Republik Yaman



فؤاد الصوفي 24-11-2010م



آفاق تربوية[3]مابعد الموسم


  سنَّةٌ من سنن الله تعالى وحكمة من حِكَمِه أن جعل للعبادة مواسم تتنوَّع أزمنتها وتختلف بعضُ أمكِنتِها، تلك المواسم بمثابة تحريك وتنشيط وتحفيز للنفوس ،كما أنها بمثابة دورات دورية اعتيادية، يعيش فيها المسلم في كمٍّ هائلٍ من محطات السمو الروحي .
والحج من أعظم تلك المواسم حيث لا يعيش كثير من المسلمين أجوائه إلا في العمر مرة واحدة فيتعرض إلى عظيم نفحات الله ورحماته ، ويمارس ألوانا من العبادات المقيدة بالزمان أو بالمكان أو بالعدد. والمرجوّ من تعرّضه لتلك الأجواء هو الارتقاء بإيمانه إلى مستوى أفضل ، ليمده ذلك الإيمان بزاد طويل يمكِّنه من السير إلى الله تعالى بثبات واستمرار وفتح صفحة جديدة مع الله بعد أن عاش أجواء الموسم بروح عالية وحيوية ونشاط.

ومع أن الأمر كذلك فهو بحاجة إلى المحافظة على روح وروحانية تلك البقاع الطاهرة والمشاعر المقدسة ، ويتجرد عما كان يقترف من الأخطاء ويستمر ثباته على الطاعات وعلى مجانبة المنهيات .
فشخصٌ تعِبَ وضحّى وبذل المال وترك الأوطان ليرتقي بروحه ويزكي نفسه فيعود كيوم ولدته أمه ، طاف بالبيت العتيق واستلم حجرا صح أنه من الجنة (الحجر الأسود) وصلى خلف المقام وشرب من زمزم الطاهر وتردد بين الصفا والمروة صعودا وهبوطا ، ثم نفر إلى منى ثم وقف على صعيد عرفة حاسر الرأس يلبس إزارا ورداء أشبه ما يكون بالحنوط الذي ينتظر كل إنسان ، ثم بات في مزدلفة وأصبح يوم الأضحى يرمي جمرة العقبة الكبرى ثم قضاء أيام التشريق وطواف الإفاضة ثم طواف الوداع وهو في كل ذلك يتذكر ويتبع سنن أنبياء الله إبراهيم وإسماعيل ومحمد خاتم النبيين صلى الله عليهم أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

وإن كتبت له زيارة المسجد النبوي فيذوق سكينته و يطعم روحانيته ويسلِّم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما كأنه يراهم ، يمر على البقيع الطاهر فيسلم على أولياء الله من الصحابة البررة ، و ربما عرج على صفوة أُحد وشهدائه فيسلم عليهم فيتذكر كيف ضحى أولئك بأنفسهم في سبيل دينٍ اعتنقوه ومبدأ عاشوه في حياتهم بثبات واستقامة واستمرار ، إلى غير ذلك من المحطات التي تمنح الحاج والزائر وجبة روحانية وجرعة تربوية عالية تمكنه إن حافظ عليها من الاستقامة والثبات بعد هذا الموسم العظيم .

فيا أخي الحاج احذر أن تكون كالتي نقضت غزلها، احذر أن يكون لسان حالك
نبني ونهدم بنانا.. ومنتهى أمرنا اهدام

وتذكر تلك اللحظات التي تعد من أنفَس أيام عمرك وألذها في حياتك ولا تذهب طيبها ونقاء قلبك بها فتعاود ما كنت تقترف قبل الحج. فالثبات الثبات قبل الفوات الثبات ، وفقنا الله وإياك إلى مواسم أخرى وتقبل حجك وأعادك إلى أهلك سالما كيوم ولدتك أمك.
والله المعين والمستعان

*المدير العام لموقع الوفاق الإنمائي  


www.wefaqdev.net
Berbagi itu indah: :
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
 
Copyright © 2011. Mahad Aly An-Nuaimy - All Rights Reserved
Template by Creating Website